Home » » العمل في أمريكا

العمل في أمريكا



بعض الفوارق بين العمل في أمريكا والعمل في الدّول النامية والعالم الثالث:


تسود في أمريكا ثقافة الانضباط والصّرامة والإتقان في العمل والتّنظيم المحكم في تدبير المهام والسّهر على تطبيق الحقوق والواجبات، وهذه من بعض أسرار التفوق الأمريكي في الاقتصاد والإنتاج والتسيير.
ومن بين أهمّ ما يتميّز به الأمريكيون بشكل عام هو احترام الآخر.
والمهاجر يشعر بهذا الأمر أكثر لأنه قد سبق له أن عمل في بلده وشاهد الاختلاف البيّن في كلّ بلد. لذلك ينبغي لكلّ مهاجر التنبّه واليقظة لكيلا يقع في محذورات تجرّ عليه الويلات، مثل التأخر ولو لدقيقة أو الغياب بدون مبرر وسابق إعلام واستعمال الهاتف والتّراخي أثناء أداء المهام وعدم الإسراع والإتقان في المهام، وعدم احترام زملاء العملاء والمسؤولين.
وأي عامل له حقوق يضمنها له القانون الأمريكي كيفما كانت جنسيته أو لونه أو دينه أو بلده أو عرقه أو جنسه، أمريكي أو مهاجر، الكل سواسية أمام القانون، لا تضيع الحقوق، ولا تُؤخّر أجرة العمل، وإذا تمّ ضبط أحد العمال غير متقنا لعمله ولو كان أمريكيا أبيض صاحب مسؤولية كأن يكون Manager أو Supervisor فإنّه قد يتعرّض للتسريح أوالإعفاء أو الطّرد، فلا محاباة مع من لم يتقن عمله كما هو مطلوب منه.

ويمكن للمهاجر  التقديم لأيّ عمل سواء للمهن التي تتطلّب الشواهد والدلومات الجامعية أو غيرها دون الحاجة لأن تكون له واسطة تدافع عنه وتتملّق المسؤولين الكبار كما هو سائد في بلداننا الإسلامية، لا اعتراف إلا بالكفاءة والمهارة والخبرة، لذلك يمكن ملاحظة أن العديد من الشركات الكبرى بها موظفون ومهنيون ومهندسون من كافّة أنحاء العالم خاصّة من الدّول الأسوية مثل الهند، فترى الهنود يعملون في مجالات الهندسة والطّب ويتقاضون دخلا سنويا يتجاوز 100.000 (مائة ألف) دولارا.
وكلّما حصل المهاجر على خبرة أكبر إلا وفتحت له أبواب أوسع ومال أكثر ومسؤوليات أكبر.
كما نجد الكثير من المهاجرين من أصول مغاربية أو مشرقية حصلوا على مثل هذه الرّواتب بعدما صبروا وتعبوا وواصلوا السّير إلى آخر مرحلة.
فمواصلة المسير من أسباب النّجاح، والانقطاع والعجز والكسل لا يأتي بخير، فلا يُعقل أن يبدأ المهاجر المسيرة الطويلة ثمّ ينقطع وسط الطريق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم""فإنّ المُنْبَتَّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى". المُنْبَتّ عند العرب هو من بقي في طريقه عاجزا عن مقصده، لم يقض وطره، وقد أعطب ظهره يعني دابّته التي تحمله.


إذا أعجبك الموضوع اضغط هنا, أو ضع إيميلك هنا ليصلك كل الجديد

0 التعليقات: