
اثناء تصفح أوراق ذاكرتى ، تذكرت رحلتى الأخيرة الى سويسرا ، وتأملت بين الصور ودق قلبي اشتياقاً عندما رأيت صورتى بجوار نهر الراين بمياه النقية ومن خلفى جبال الألب الشاهقة الأرتفاع يكسوها الأبيض الثلج ، تلك الطبيعة التى أخذت قلبي معها وسكن مكان التقاط الصورة فى مدينة خور السويسرية .
تقع مدينة خور السويسرية الى الشرق من سويسرا بالقرب من دافوس وقرية ماينفلد فى كانتون غراوبوندون السويسرى شمال الكانتون ، سكانها يتكلمون اللغة الألمانية والقليل منهم يتحدثون الايطالية ، وتقترب الى أرض الخيال هايدى لاند التى لطالما شاهدناها فى خيالنا ، تشهد هذه القرية على سحر المنطقة فان كل مايمكن أن تتخيله عن المدينة من جمال يترجم تلقائيا عندما تراها فى الواقع ، حقيقة هى منطقة واقعها يتفوق على خيالها .

واسترجاعاً لاحداثى مع صورتى التى أحبها هناك سأستعيد معكم ذكرياتى عسي عن أن يرد لى قلبي الذى تركته هناك ومن صورة لأخرى استعدت ذكرياتى هناك
اللقطة الأولى عندما تزور خور السويسرية تشعر أن انتمائك الروحى اينما كان ينسجم مع روح الطبيعة و شكل الشوارع المنسقة فيها ، ترى المنازل التى تتخذ طابعا قديما من العصور الوسطى تستمد شبابها من المنازل التى بنيت حديثاً ، وعندما تستمع الى أحاديث تلك المنازل تجدهم يتمتعون بصفة الأصالة لاينسون ماضيهم وبطولاتهم التاريخية و يربطونها دائما بحاضرهم مما يجعلهم واقفون فى ينظرون الى مستقبلهم وهم مستمربن فى ابهار الزوار من جميع انحاء العالم .
اللقطة الثانية تجد نظام الشوارع من حولك فى نسق متسق تماماً يشق طريقه بين جبال الألب مطلا على نهر الراين وتحيط الأشجار الكثيفة بالمدينة كلها وتحميها ، تجد المدينة ملية بالساكنين والزوار ولكن الكل فى نظام وحركة هادئة حتى السيارات تتجول بصمت تنتظر فى هدوء عبور المشاة الذين يتميزون ايضا بالعبور الصامت المنظم ، تزين الحجارة رصف الشوارع مما يعطيك احساس انك تسير فى قرية آتية اليك من عصر لم تعشه ويمكنك أن تعيشه فى الخيال فقط .
اللقطة الثالثة فوق قمة برامبرويش
وعندما تتجه نحو محطة التلفريك لتصعد الى قمة برامبروش التي يصل ارتفاعها الى 2200 متر وترى المشهد الطبيعى لخور بعدما بعدت الشمس السحب عن طريقها ويقوم التلفريك بالتأرجح بهدوء فوق المساحات الخضراء الواسعة حتى على قمة الجبل.هنا تشعر بروعة نقاء الهواء وتستمع الى الموسيقى الهادئة النابعة من الفنانين العازفين ينفخون ببوق الالبهورن Alphorn انغاما ايقاعها متناغمة مع نسائم الالب. ،و بعدما ينهى العازفون عزفهم يمكنك الذهاب الى المقهى الجبلي لتناول الغداء، وم هنا يمكنكك الاستمتاع بنسمات الليل الرائعة مع ضوء القمر الساطع على الجبل والاستمتاع بلغة الليل أثناء حديث الجبل له برومانسية جميلة تخطف قلبك.
اللقطة الرابعة قصة هايدى
وقد كانت الفتاة الصغيرة هايدى بموسيقاها ورقصاتها وحياتها الخيالية مع أسرتها على هايد لاند أثرا كبيرا فينا من قبل الذهاب الى المنطقة ومن بعد ان رجعنا ، تجربة لايمكن تخطيها داخل ذهنك ، فالقصة التى لطالما تحدثت عنها فى خيالك ترى طرق لها فى الواقع وترى مخيلتك تأخذك من يدك لتتعرف الواقع الأجمل ، ولا تنسي ان تلك هى منطقة العطلات المتنوعة الواقعة بين بحيرة فالن وسارغانسر لاند في شرقي سويسرا، وقد استلهمت اسمها من قصة هايدي الشهيرة عالمياً للكاتبة جوانا سبايري. تتضمن الوجهات المشهورة في هذه المنطقة أماكن التزلج والمشي الطويل في فلامسيربيرغ و بيزون، بالإضافة إلى منطقة الدفء والحرارة والعافية ورياضة الغولف في باد راغاز. وتعتبر هذه من أكثر المعالم شهرة للسياحة فى منطقة خور السويسرية.
اللقطة الخامسة الحياة فى مدينة خور
وبعدها يمكنك التجول في وسط المدينة، يمكنك رؤية مشهد المنازل والابنية التي تتدلى منها الزهور فى مشهد يحكى قصة زهور متجاورة تصبح على جيرانها يوميا بالماء والعطور الرائعة ، كما تتميز ساحات وسط المدينة التجاري بوجود ينابيع تتحلق حولها مقاهي الشعبية ومحلات الملابس التي تنوعت في دور الازياء التي تحمل اسمها.،ولعل ساحة بوستبلاتز المزدحمة و تتفرع شوارع عدة منها شارع باهنهوف Bahnofstrasse الذي يشكل نموذجا للتسوق في خور وشارع Grabenstrasse الذي يقود حركة المرور نحو مشارف المدينة القديمة وتم بناء هذا الشارع في القرن التاسع عشر.
و مع الاطباق السويسرية تكون البداية الرائعة دائما فعندما تتذوق اللحوم الرائعة فى مطعم يقدمون به سوشي على الطريقة السويسرية الخاصة بمدن الالب وهو يختلف فى مذاقه نهائيا عن السوشى الياباني فقوامه الجبن والرز ولحم بقر اما الصلصة فهي خليط من الكريما والقليل من الوسابي لذا فطعمه ليس حريفا على الاطلاق.مذاقه ولا أحلى ولا أجمل ولن تجد له مثيل.
ومع هذا ومع الانتقال بين لقطات صورى هناك لكنى لم أجد أبداً قلبي الذى تركته عالقاً بين جبال الأب ونهر الراين هناك ، وودت دائما العودة الى هذا الجمال ، فهل منكم من يذهب معى ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق